البورصة!
يظنها البعض ثقب أسود يبتلع الأموال بلا عودة!
ويظنها البعض الآخر مغارة علي بابا المليئة بالكنوز التي تجعلك غنيا في لحظات!
وبين هذا وذاك البورصة، أو سوق الأموال المالية هي أمر مختلف تماما.
في هذا المقال سنتكلم عن ماهية البورصة، وكيف تعمل؟
ما أصل كلمة بورصة؟
يعود أصل كلمة «بورصة» إلى اسم عائلة فان در بورصن (Van der Bürsen) البلجيكية التي كانت تعمل في مجال البنوك، واتفق على أن يكون الفندق الذي تملكه هذه العائلة بمدينة بروج مكاناً لالتقاء التجار المحليين في فترة القرن الخامس عشر، فأصبح بمرور الزمن رمزا لسوق رؤوس الأموال وبورصة للسلع.
إذن فـ البورصة هي سوق يلتقي فيه التجار، لكن بخلاف الأسواق التي تشتري فيها الخضراوات، أو الأجهزة، أو السيارات، فإن البورصة هي السوق التي تشتري فيه الشركات!
والسؤال الآن كيف يمكن شراء الشركات من خلال البورصة؟
ما هي سوق الأسهم؟
كما قلنا في سوق الأسهم أنت تشتري شركات.
لكن تخيل معي أنك معجب بشركة مثل Apple في أمريكا، أو أرامكو في السعودية، وتريد شراء هذه الشركة.
ثم فوجئت بأن قيمة هذه الشركات أكثر من اثنين تريليون دولار. بطبيعة الحال، لا يمكن لأي شخص على وجه الأرض أن يمتلك كل هذا المال منفردا، وبالتالي لا يمكن أن يمتلك شخص واحد شركات عملاقة بهذا الحجم.
في نفس الوقت هذه الشركات تحتاج أموال المستثمرين أمثالك ليقوموا بتمويل أعمالهم المتنامية بشكل مستمر. فكيف يمكن للمستثمرين الأفراد أن يشتروا شركات بهذا الحجم العملاق؟!
هنا تظهر فكرة الأسهم
وهي تقسيم هذه الشركة العملاقة إلى عدد كبير من الأسهم الصغيرة، التي يمكن للمستثمر العادي أن يشتريها بما هو متاح لديه من أموال.
على سبيل المثال شركة Apple تم تقسيمها إلى 15.5 مليار سهم، قيمة السهم وقت كتابة هذا المقال 188.5 دولار. مما يعطي الشركة قيمة سوقية 2.9 تريليون دولار.
وبهذه الفكرة العبقرية يمكنك الآن أن تشتري سهم في شركة Apple، وبذلك تكون مالكا لجزء من الشركة. صحيح أنه جزء صغير جدا، لكنك مازلت تعتبر من مالكي الشركة، بل ولك الحق في توزيعات أرباح الشركة التي تتم كل ثلاثة شهور.
كيف تستفيد من سوق الأسهم؟
تقوم نظريات الاقتصاد على فكرة أن الأسواق تنمو باستمرار، لأنه بطبيعة الحال نمو عدد السكان يصاحبه نمو في الطلب، مما يستلزم زيادة في الإنتاج والمبيعات، لذلك تتجه الأسواق للصعود على المدى البعيد.
صحيح أنه تمر بالأسواق بعد فترات الركود، لكن لو نظرت للمؤشر على المدى البعيد، فإنه يستمر في الصعود بلا شك.
وهنا تأتي فكرة الاستفادة من سوق الأسهم
لأن امتلاكك لسهم من الشركة، يساهم في نمو رأس مالك مع كل نمو وريادة تحصل في السوق وبالتالي في قيمة الشركة.
على سبيل المثال، لو افترضنا أنك اشتريت سهم Apple الآن بسعر 188 دولار، ثم في خلال سنتين ارتفع سعر السهم ليصل إلى 288 دولار، هذا معناه أن حققت نمو في رأس مالك بمقدار هذه الزيادة.
من جهة أخرى تميل الشركات العملاقة إلى توزيع نسبة من أرباحها على المستثمرين حتى تجذب هؤلاء المستثمرين إليها. تعتبر توزيعات الأرباح مصدر من مصادر الدخل الساكن الذي يساعدك في الوصول إلى الحرية المالية مع الزمن.
في المقال القادم سنتكلم عن كيفية دخول سوق الأسهم وكيفية شراء الشركات في سوق الأسهم.
تأكد أنك مشترك في النشرية البريدية حتى يصلك إشعار بالمقال القادم.