خسائر بمقدار 20.7 مليار جنيه في يوم واحد! ما الذي يحدث في البورصة المصرية؟
على الرغم من الارتفاعات الكبيرة في قطاع الأغذية إلا أن مؤشر البورصة المصرية يخسر 2.2% من قيمته في تداولات الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر 2024. حيث خسر المؤشر يوم الخميس فقط ما قيمته 20.7 مليار جنيه من قيمته السوقية ليغلق عن مستوى 30,143 نقطة.
فما الذي يحدث في البورصة المصرية؟
وهل يستمر الوضع على هذا المنوال؟
وهل هناك أي فرص استثمارية؟
تابع معي هذا المقال
يوم الخميس 17 أكتوبر 2024 كانت مؤشر البورصة المصرية على موعد مع انخفاض بمقدار 1.31% ليستقر مؤشر EGX30 عند مستوى 30,143 نقطة. وبذلك يحقق تراجعا أسبوعيا بمقدار 2.21%. ليعكس بذلك الاتجاه الصاعد الذي بدأنا به شهر أكتوبر ونرتد من مستوى 31,819 نقطة الذي وصلنا له في 7 أكتوبر 2024.
تعالوا نلقي نظرة على أهم الأحداث التي تدفع هذا الهبوط:
عودة مشكلة الدولار إلى السطح
حقق مؤشر البورصة المصرية نموا منذ بداية عام 2024 بمقدار 20.87%، كان هذا النمو مدفوعا بأخبار إيجابية كثيرة، مثل صفقة رأس الحكمة، وبدء أعمال البناء فيها. وما تبع ذلك من تدفقات دولارية كبيرة لخزينة البنك المركزي.
لكن على الرغم من كل ذلك يبدو أن مشكلة الدولار بدأت تظهر مجددا على السطح، حيث أعلنت الحكومة عن بدء تخفيض كوتة استيراد السيارات من أجل ترشيد استخدام الدولار. الأمر الذي يدفع المستثمرين من القلق حيال الوضع الحالي للاقتصاد المصري.
لو محتاج استشارة بخصوص محفظتك أو لو عاوز تبني محفظة ممكن تحجز استشارة مجانية من الرابط
https://nas.io/rafaah/products/financial-consultation
مؤشر التضخم يعود للارتفاع
بعد سلسلة من الانخفاضات، عاد مؤشر التضخم في المدن المصرية للارتفاع مرة أخرى، بدافع من زيادة أسعار الغذاء والوقود. هذه الزيادة تدفع باتجاه تثبيت سعر الفائدة من قِبَل المركزي المصري في اجتماعه القادم. بمعنى آخر الإبقاء على سياسة التشديد النقدي الحالية.
وكلنا نعلم أن التشديد النقدى هو عدو أسواق المال، لأنه يحاول كبح جماح النمو لتخفيض الأسعار.
توترات إقليمية شمالا وجنوبا
على الرغم من أن التوترات شمالا في فلسطين المحتلة وجنوبا في السودان الشقيق لم تتوقف منذ أكثر من عام، إلا أن ارتفاع وتيرة الصراع بين لبنان من جهة والكيان المحتل من جهة أخرى، يؤثر بلا شك على معنويات المستثمرين، وخاصة المؤسسات الأجنبية.
وخصوصا أن التهديدات هذه المرة ممكن تؤثر على حركة الملاحة في الخليج العربي مما قد يدفع بأسعار الوقود عالميا للارتفاع بشكل غير مسبوق، وبطبيعة الحال هذا سيضغط أكثر على الاقتصاد المصري.
الأمر الذي دفع رئيس الوزراء المصري للتصريح بأنهم مستعدون لإعلان اقتصاد الحرب حال تفاقم الأوضاع في فلسطين ولبنان.
أين الفرص؟
على الرغم من كل ذلك، فإنه مازال هناك مجال لبعض الفرص في البورصة المصرية، إلا أن الصورة لا تبدو قاتمة تماما.
فمع إعلان شركة دومتي عن تلقي عرض استحواذ من شركة “آرلا فودز“ الدنماركية، حصلت قفزة كبيرة في كامل شركات قطاع الأغذية المدرجة في البورصة المصرية.
وتوقع باسم أبو غنيمة، مدير إدارة التحليل الفني بشركة "عربية أون لاين"، استمرار الزخم الشرائي على أسهم قطاع الأغذية واستمرار ارتفاعات أسهم القطاع مدعومًا بصفقة الاستحواذ المرتقبة على أسهم "دومتي".
ويرى أن تحركات أسهم قطاع الأغذية طبيعي في ظل إعادة تقييم الشركات التي تعمل بنفس القطاع خاصة بعد تقييم شركة "دومتي" سوقيًا بسعر صفقة الاستحواذ بقيمة إجمالية 8.9 مليار جنيه.
أضاف أن المتعاملين بالبورصة يرون أن الشركات الكبرى التي تعمل بقطاع الأغذية جاذبة للاستثمار ولا بد من إعادة تقييمها وهو ما دفع أسهم "جهينة" و"عبور لاند" و"باندا" للصعود بشكل كبير، متوقعًا استمرار ارتفاع أسهم تلك الشركات على المدى القصير.
وتصدرت أسهم قطاع الأغذية ارتفاعات الأسهم بالبورصة المصرية في منتصف جلسة تداولات اليوم الأربعاء، بعد الإعلان عن تفاصيل عرض "أرلا فودز" الدنماركية للاستحواذ على كامل أسهم "دومتي".
وقفز سهما "أراب ديري باندا" و"جهينة" بنسب 20% و19.98% على الترتيب، لتصل إلى مستويات 2.88 جنيه و35.07 على التوالي.
كما حلقت أسهم "دومتي" المراد الاستحواذ عليها و"عبور لاند" بنسب 19.97% و19.96% لتصل إلى مستويات 21.63 جنيه و18.27 جنيه على الترتيب.