الدولار هو العملة التي تتربع الآن على عرش العالم بلا منازع تقريبا. وهذا بقدر ما يخلق من مزايا لأمريكا التي تملك وحدها القدرة على طباعة الدولار، بقدر ما يسبب من مشاكل لعالم أجمع.
لكن مهلا..
لم يكن هذا هو الحال دوما، في الحقيقة هذا الوضع لم يبدأ إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
تعالوا نتابع في هذا الفصل من كتابي لعبة المال كيف وصل الدولار لهذه الوضع.
يمكنك أن تبدأ بقراءة ما تم نشره حتى الآن من كتاب لعبة المال من تأليف م/ محمد حسن:
لماذا لا نتعلم شيئا في مدارسنا عن المال
حكاية بريتون وودز، وصعود نجم أمريكا والدولار بعد الحرب العالمية الثانية
حينما هدأ غبار المعركة بعد الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن العشرين، كان العالم يقف على أطلال اقتصادات مدمرة، وشعوب مرهقة تبحث عن بصيص أمل لإعادة البناء. أوروبا كانت منهكة، اليابان مثقلة بالدمار، والاقتصادات الكبرى التي كانت تقود العالم قبل الحرب باتت مجرد ظلال لما كانت عليه. وفي خضم هذا الخراب، ظهرت قوة جديدة تقود العالم اقتصاديًا: الولايات المتحدة الأمريكية.
أمريكا لم تكن مجرد المنتصر في الحرب، بل كانت المصنع العالمي، مزود السلع، والممول الرئيسي للدول المتضررة. خلال الحرب، كانت أمريكا تقدم القروض للدول الحليفة وتصدر البضائع، بينما كانت البنوك الأوروبية تغلق أبوابها أو تعاني من الإفلاس. وهكذا، مع نهاية الحرب، كانت الولايات المتحدة تمتلك ما يقرب من ثلاثة أرباع احتياطيات الذهب في العالم.
لكن السؤال الذي كان يواجه العالم حينها كان بسيطًا ومعقدًا في الوقت ذاته:
Keep reading with a 7-day free trial
Subscribe to RAFAAH to keep reading this post and get 7 days of free access to the full post archives.